يعتبر التهاب اللثة الحاد حالة التهابية تصيب اللثة، وتسبب ألمًا ونزيفًا قد يؤديان إلى مضاعفات خطيرة إذا لم يُعالج بسرعة، ويحدث عادة نتيجة تراكم البكتيريا على الأسنان، ويؤثر بشكل خاص على الأطفال، البالغين، والحوامل.
وفي هذا المقال، سنتناول أسباب وأعراض التهاب اللثة الحاد، مع ذكر طرق العلاج المختلفة، سواء في العيادة أو المنزل، وكيفية الوقاية من هذا الالتهاب، وكيفية تجنب المضاعفات.
التهاب اللثة الحاد
يعتبر التهاب اللثة الحاد من المشاكل التي يعاني منها الكثير من المرضى، والتي عادًة ما لا تقتصر على سن محدد، وإنما الجنسين بمختلف الأعمار معرضين للإصابة بهذا المرض، والذي ينتج بشكل أساسي عن تراكم البكتيريا بالأسنان، وهو ما يؤدي إلى مضاعفات خطيرة.
أسباب التهاب اللثة الحاد
يحدث التهاب اللثة الحاد نتيجة عدة عوامل يمكن أن تؤدي إلى تدهور صحة اللثة وزيادة تعرضها للالتهاب، وتشمل الأسباب الشائعة ما يلي:
- تراكم البلاك: يعد تراكم البلاك على الأسنان من أبرز الأسباب التي تؤدي إلى هذه المشكلة، ويتكون البلاك من بقايا الطعام والبكتيريا التي تتراكم على الأسنان واللثة، وإذا لم تتم إزالتها بانتظام، فإنها تؤدي إلى التهابات اللثة وتفاقم المشكلة.
- التدخين: يعتبر التدخين من العوامل الرئيسية التي تزيد من خطر الإصابة بالتهاب اللثة، ويؤثر التدخين على تدفق الدم إلى اللثة، مما يجعلها أكثر عرضة للإصابة بالعدوى والالتهاب.
- التغيرات الهرمونية: تحدث التغيرات الهرمونية في مراحل مختلفة من حياة الإنسان، وخاصة لدى النساء أثناء الحمل أو البلوغ أو انقطاع الطمث، وهذه التغيرات تؤثر على تدفق الدم إلى اللثة، مما يجعلها أكثر حساسية وعرضة للإصابة بالمرض.
- الأمراض المزمنة: بعض الأمراض المزمنة مثل السكري وأمراض القلب يمكن أن تزيد من فرص الإصابة بالمرض، وهذه الأمراض تؤثر على قدرة الجسم على مكافحة الالتهابات، مما يزيد من خطورة تعرض اللثة للإصابة.
- نقص الفيتامينات: يلعب فيتامين C دورًا هامًا في الحفاظ على صحة اللثة، ونقص هذا الفيتامين يمكن أن يؤدي إلى ضعف أنسجة اللثة وزيادة احتمالية الإصابة بالتهاب اللثة الحاد.
أعراض التهاب اللثة الحاد
تشمل أعراض التهاب اللثة الحاد التي بمجرد ظهورها يجب على المريض التوجه فورًا إلى طبيب الأسنان:
- تورم اللثة: تعتبر اللثة المتورمة والمحمرة من العلامات الأساسية للمرض، ويمكن أن يشعر المريض بألم واضح عند اللمس أو عند تناول الطعام.
- نزيف اللثة: قد يحدث نزيف للثة عند تنظيف الأسنان بالفرشاة أو حتى أثناء تناول الطعام.
- رائحة الفم الكريهة: يعتبر سوء رائحة الفم من الأعراض الشائعة للمشكلة، حيث تنتج البكتيريا الموجودة في الفم رائحة كريهة، نتيجة تفاعلها مع بقايا الطعام والأنسجة الميتة.
- حساسية الأسنان: يمكن أن يشعر الشخص بحساسية شديدة في الأسنان، خاصًة عند تناول الأطعمة الباردة أو الساخنة، وذلك نتيجة لانحسار اللثة الذي يكشف جذور الأسنان.
- تكون جيوب بين الأسنان واللثة: في الحالات المتقدمة من المرض، قد تتكون جيوب عميقة بين الأسنان واللثة، مما يزيد من تراكم البكتيريا ويجعل العلاج أكثر تعقيدًا.
مضاعفات التهاب اللثة الحاد
وإذا لم يتم علاج التهاب اللثة الحاد بشكل صحيح، قد يؤدي ذلك إلى مضاعفات خطيرة، مثل:
- التهاب دواعم الأسنان: يمكن أن يتطور المرض إلى التهاب دواعم الأسنان، وهو حالة أكثر خطورة تؤدي إلى تآكل العظام المحيطة بالأسنان وفقدانها.
- زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب: هناك أدلة تشير إلى أن الأشخاص الذين يعانون من التهاب اللثة الحاد يكونون أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب، نتيجة دخول البكتيريا إلى مجرى الدم.
- فقدان الأسنان: في الحالات المتقدمة، يمكن أن يؤدي تآكل العظام المحيطة بالأسنان إلى فقدان الأسنان بشكل دائم.
التهاب اللثة الحاد وعلاجه
تختلف طرق علاج التهاب اللثة الحاد بناءًا على شدة الحالة ومرحلة الإصابة، وفيما يلي نذكر أهم العلاجات التي يمكن اتباعها:
- تنظيف الأسنان العميق: يشمل هذا النوع من العلاجات إزالة البلاك والجير المتراكم على الأسنان واللثة بواسطة طبيب الأسنان، ويعتبر هذا الإجراء ضروريًا في الحالات المتقدمة من المرض.
- العلاج الدوائي: يمكن أن يصف طبيب الأسنان مضادات حيوية لمكافحة العدوى البكتيرية، وقد تكون هذه الأدوية على شكل أقراص، أو غسول فموي يحتوي على مكونات مضادة للبكتيريا.
- التنظيف المنتظم للأسنان: يجب على المريض اتباع روتين يومي يشمل تنظيف الأسنان بالفرشاة والخيط الطبي، واستخدام غسول الفم لمنع تراكم البكتيريا.
- الإقلاع عن التدخين: يعتبر الإقلاع عن التدخين خطوة مهمة جدًا في تحسين صحة اللثة، حيث يساعد في تعزيز تدفق الدم إلى اللثة، ويقلل من فرص الإصابة بالمرض.
علاج التهاب اللثة الحاد عند الأطفال
الأطفال قد يكونون عرضة للإصابة بـ التهاب اللثة الحاد نتيجة إهمال نظافة الفم أو بسبب تغيير الأسنان، ويجب تعليم الأطفال العناية الفموية منذ الصغر، وإليكم بعض الإجراءات الوقائية والعلاجية:
- تنظيف الأسنان بانتظام: يجب تعليم الأطفال كيفية تنظيف أسنانهم بشكل صحيح باستخدام فرشاة ناعمة ومعجون أسنان مناسب لعمرهم.
- زيارة طبيب الأسنان: يجب على الأطفال زيارة طبيب الأسنان بشكل منتظم، وذلك للكشف المبكر عن أي مشاكل صحية في الفم واللثة.
- الغذاء المتوازن: يمكن أن يساعد تناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن في تقوية أنسجة اللثة والوقاية من هذه المشكلة.
علاج التهاب اللثة الحاد للحامل
النساء الحوامل أكثر عرضة للإصابة بـ التهاب اللثة الحاد بسبب التغيرات الهرمونية، وإذا لم يتم التحكم في هذا الالتهاب، فإنه قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، ولذلك يجب إتباع النصائح التالية:
- زيارة طبيب الأسنان بانتظام: يجب على المرأة الحامل زيارة طبيب الأسنان على الأقل مرة واحدة خلال فترة الحمل؛ للاطمئنان على صحة اللثة والأسنان.
- إستخدام غسول فم طبيعي: يمكن للحامل استخدام غسول فم يحتوي على مكونات طبيعية، مثل الملح أو الماء المالح؛ للمساعدة في تقليل الالتهاب.
- تنظيف الأسنان بلطف: يُنصح باستخدام فرشاة ناعمة؛ لتجنب نزيف اللثة الحساس خلال فترة الحمل.
علاج التهاب اللثة الحاد في المنزل
يمكن علاج التهاب اللثة الحاد في المنزل في الحالات الخفيفة أو كإجراء مساعد للعلاج الطبي، ولتطبيق بعض الخطوات المنزلية للمساعدة في تقليل أعراض المشكلة، اتبع ما يلي:
- المضمضة بالماء والملح: يُعتبر الماء المالح مطهرًا طبيعيًا، يساعد في تقليل البكتيريا المسببة للالتهاب ويخفف الألم.
- استخدام الكمادات الباردة: يمكن وضع كمادات باردة على الوجه؛ للتخفيف من التورم والألم في اللثة.
- تناول فيتامين C: يساعد فيتامين C في تعزيز صحة اللثة، ودعم نظام المناعة لمكافحة العدوى.
- شرب الكثير من الماء: الحفاظ على رطوبة الفم يمنع تراكم البكتيريا، ويساعد في تنظيف الفم من بقايا الطعام.
في الختام، يعتبر التهاب اللثة الحاد مشكلة صحية يمكن الوقاية منها بسهولة، إذا تم إتباع روتين جيد للعناية بالفم والأسنان، وفي هذا الإطار، ننصحكم إذا ما شعرتم بأيًا من الأعراض المذكورة، حجز استشارتكم فورًا في مركز الدكتورة اسراء السعيد لطب الفم والأسنان، فهو صرح كبير يتمتع القائمين عليه بخبرة طويلة وكبيرة في هذا المجال.